الخميس، 14 يناير 2016

الله يرحمك يا عمي

الله يرحمك يا عمي

المشهد الاول ( ن / د )

- فريد شاب في اواخر العشرينات او اوائل الثلاثينات وسيم و ذو هندام  يصعد سلم العقار القاطن به عمه و هو يتحدث في تليفونه المحمول ويكون مرتدي بدلة شيك
فريد : ايوة انا على السلم اهو .... مش عارف اقولك ايه بس خبر موته ده على قلبي
 زي العسل .... عمي العزيز مات وغار في داهية و اخيرا هاعرف ادور الشغل على مزاجي

المشهد الثاني ( ن / د )

- يصل فريد امام شقة عمه ونرى اليافطة عليها اسمه ( احمد السيد ) الصادر منها صوت قرآن مسجل
فريد : طب اقفل بقى عشان الحق اظبط حالي ... سلام
- فاجئة و بدون اي مقدمات تتحول ملامحه المبتسمة للحزن و البكائية و يخرج منديل من جيبه و يبله بلسانه و يضعه على عينيه لكنه يجد انها طريقة غير مجدية فيخرج من جيبه الاخر بصلة و على طرابزين السلم يخبط البصلة بكفه فيفلقها و يشمها جيدا حتى تدمع عيناه من الرائحة و يلقي بالبصلة من السلم لتقع على سيدة عجوز في بئر السلم

المشهد الثالث ( ن / د )

- داخل الشقة نري رجلا في الخمسينات من عمره احمد واقف على باب احدى الغرف باكيا و تحدثه ابنته ايمان فتاه في منتصف العشرينات جميلة و تحاول تهدئة والدها
ايمان: هتفضل واقف كده يا بابا ... انت عارف ان عم نادر كان تعبان اوي و هو ارتاح
احمد : اخر مرة شوفت عمي نادر ده كانت من 10 سنين و لما يجي يزورني يموت عندي!!
حرام اتحمل المصاريف دي كلها ...حرام
ايمان : خلاص بقى يا بابا 
- احمد ينظر لابنته و يبكي
ايمان : الفلوس اللي هتتصرف مش كتير اوي عشان تعيط بالشكل ده ... اهدي شوية
احمد : انا بعيط على الخاتم الدهب بتاعي وقع مني و انا بغسّله ...تلاقيه هبشه زي
ما كان بيهبش كل حاجة و هو عايش ... انا هدخل ادور عليه
- يفتح باب الغرفة و ينظر لإصبعه مكان الخاتم و يزداد بكائه ثم يدخل الغرفة و يغلق خلفه الباب بحرقة

المشهد الرابع ( ن / د )

- يدق فريد جرس باب شقة عمه  فتفتح له ايمان و تجده يبكي بحرقة و تبدأ في شم رائحةغريبة فتخرج رأسها لنظر خارج الشقة و هو يلاحظ انها شمت رائحة البصل فيبدأ في الحديث
فريد : البقية في حياتك يا ايمان
ايمان : في حياتك الـبقية
- تجيبه ايمان و هي تشم الرائحة و مشغولة بها
فريد : مالك يا ايمان في حاجة ؟؟
ايمان : فيه ريحة بصل جامدة اوي .. انت مش شاممها و لا ايه ؟
- فريد يفكر في نفسه قليلا ثم يبدأ في البكاء لتغيير الموضوع و يدخل ليجلس على الاريكة كأنه منهار فتنظر ايمان للخارج و تتعجب من الرائحة و تغلق الباب

المشهد الخامس ( ن / د )

- ايمان تجلس على الاريكة بجانب فريد المتصنع البكاء فتشم البصل مرة اخرى
ايمان : الله!! الريحة ما كنتش موجودة في الشقة من شوية !!
- تنظر لفريد متشككة و متفحصة فيحاول فريد ان يغيير ما يحدث و يسألها متصنعا البكاء
فريد : انتوا هتدفنوا امتى ؟
ايمان : ابن عمك بقاله 5 ساعات بيعمل التصاريح ... و كل ما اكلمه يقولي في السكة
في السكة و ادينا على الحال ده م الصبح و عايزين نخلص
فريد : فقر يا عمي
ايمان : بتقول حاجة ؟؟
فريد : لا ما بقولش ... اومال هو فين عايز القي عليه نظرة الوداع
- فريد يبكي بشدة و بتصنع و ايمان بلا مبالاه تقول له
ايمان : جوة في الاوضة يا اخويا
- يقوم فريد و هو يمسح دموعه بالمنديل و يتجه ناحية الغرفة و ايمان خلفه تقول لنفسها
ايمان : ايه العيلة الاوفر دي !!!

المشهد السادس ( ن/د )

- داخل الغرفة احمد راكع على ركبته على الارض يبحث عن الخاتم و يبدو عليه التعب فينظر للجثة المغطاه بالملاءه
احمد : الله يخربيتك يا فقر مش لاقي ام الخاتم
- ينفخ احمد و ينزل بجسده تحت السرير ليكمل بحثه فيفتح فريد باب الغرفة و هو يبكي و يغلقه خلفه و ينظر للجثة
فريد: الله يرحمك و يحسن اليك
- يرفع فريد يده و يقرأ الفاتحة و احمد من تحت السرير يقول لنفسه
احمد : فيك الخير يا فريد انك بتقرأ الفتحة للراجل ده .... بس برضه الخاتم فين ؟؟
- احمد يبحث حوله تحت السرير اما فريد ينتهى من قراءة الفاتحة و تتغير ملامحه و يقف مواجها للسرير
فريد : الحمد لله انك مت .... يا راجل يا معفن يا إيحة يا بخيل
- احمد تحت السرير ينتبه لكلام فريد
احمد : حتى انت يا فريد عارف عنه كل ده!!! ... ده مكنش عاتق بقى
- فريد امام السرير
فريد : عايز اقولك ان البشرية كلها هترتاح  انك فارقتنا ... ده انت راجل فقر
اول مرة اشوف تصاريح دفنة تاخد 5 ساعات .... يخربيت فقر اهلك يا اخي
- احمد من تحت السرير يومئ برأسه موافقا و سعيدا بكلام فريد و ينتبه لحديث فريد و يترك بحثه
فريد : ده انت حتى مفيش ست من ستات العيلة جت تصوت عليك و لا رجالة العيلة جت تاخد
عزاك .... ده انت كنت مكفر العيلة كلها يا راجل انت
- احمد يومئ موافقا و ملامحه سعيدة
فريد : ياااااااااه اخيرا اتكلت على الله يا عمي ... يا احمد بيه السيد ... ياللي كنت مطلع عين امي
في الشغل و مستبخل في كل حاجة ... لكن خلاص انت دلوقتي في الباي باي و انا هبقى في الهاي
- احمد يتفاجئ بالكلام و ملامحه تتغير و يحرك يده على ذقنه و يتوعد لفريد
احمد : ( هامسا ) ماشي .... يا واطي با ابن الواطي
- فريد يذهب للمرأة و ينظر لنفسه و يضحك بصوت عالي فتفتح ايمان باب الغرفة و يعود فريد للبكائية مرة اخرة و ايمان تنادي على والدها
ايمان : بابا ... بابا .... هو بابا فين يا فريد ؟ اصله دخل الاوضة قبلك على طول
- فريد مرتبكا جدا و خائفا و يلتفت خلفه ببطئ فيجد عمه احمد
احمد : انا اهو يا حبيبة بابا
- فريد بخوف شديد
فريد : طب يعد اذنكوا انا بقى
- يمسكه احمد من ملابسه كالمخبرين
احمد : عيب تمشي يا مؤدب يا محترم من غير ما تعمل الواجب
- فريد ينظر خائفا من عمه الذي ينحني يخلع حذاءه و يبتسم ببرود لفريد و يبدأ في ضربه بالحذاء و فريد يفلت من يد عمه و يجروا حول السرير ثم على السرير ثم خارج الغرفة في وسط ذهول ايمان

النهاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق